Skip to main content

مقابلة مع ماكيس كوسماتوس حول حملة "البداية الواعدة"

في 8 أكتوبر 2018، عكفت "جونسون" للأطفال على القيام بما اعتادت عليه دائماً: دعم العائلات من خلال مساعدتهم على إنشاء عالمٍ أكثر ملائمة لنماء الأطفال. ولكن الدعم جاء هذه المرة بصورة مختلفة، إذ لم يكن على شكل منتجات لطيفة للعناية ببشرة الأطفال، وإنما عبر إطلاق حملة في لبنان وإثيوبيا لتوثيق ولادة الأطفال غير المسجلين ومنحهم شهادات ميلاد تضمن لهم مستقبلاً أفضل.

وحول حملة "البداية الواعدة"، يتحدث ماكيس كوسماتوس، مدير عام "كنفيو" في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط وتركيا، حول الأسباب التي دفعت "جونسون للأطفال" إلى دعم هذه القضية المقلقة التي تمس حياة ملايين العائلات في المنطقة، وكيف تأمل الشركة أن تسهم هذه المبادرة بتحسين حياة الأطفال.

س. ما هي أهداف حملة "البداية الواعدة"؟

جاءت حملة "البداية الواعدة" بفعل الحاجة الملحة لمساعدة الأطفال في الحصول على أبسط احتياجاتهم وحقوقهم الإنسانية، وحمايتهم ببساطة عبر منحهم شهادات ميلاد تثبت هوياتهم.

ونشهد اليوم فجوة كبيرة في تسجيل المواليد الجدد بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تؤثر هذه المشكلة المثيرة للقلق على حياة أكثر من 91 مليون طفل في المنطقة. ويمكن أن تؤدي مسألة الافتقار إلى الهوية إلى تعرض الأطفال لمشاكل التشرد، والحرمان من الجنسية، وعدم القدرة على إثبات كونهم قُصّراً أمام القانون. ومع أن الهيئات الحكومية المعنية في إثيوبيا ولبنان تبذل قصارى جهدها لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأطفال المتأثرين بهذا الوضع، إلا أنها تفتقر عموماً إلى البنية التحتية الأساسية والخبرات والموارد اللازمة لإنجاز المهمة، ولهذا نحاول تقديم أكبر قدر من المساعدة في هذا الشأن.

س. ما الذي دفع "جونسون للأطفال" لإطلاق مثل هذا المشروع؟

تعتبر "جونسون للأطفال" من المناصرين لحقوق الأطفال حول العالم؛ ولا تتوانى الشركة عن معالجة التحديات التي تؤثر على صحة ورفاه الأطفال ولا سيما النازحين منهم أو الذين يعيشون في مناطق نائية ويفتقرون نتيجةً لذلك إلى أبسط الحقوق الإنسانية. وقد تتراوح تبعات عدم تسجيل المواليد الجدد من تعرضهم للاتجار بهم وصولاً إلى صعوبة الالتحاق بالمدارس والحصول على جواز للسفر – وجميعها مخاطر تهدد مستقبل هؤلاء الأطفال.

في إثيوبيا، وعلى الرغم من وجود عمليات التسجيل، إلا أن إمكانية الوصول إليها تبقى مستحيلة إلى حد كبير بالنسبة لـ 82% من الأسر التي تعيش في مناطق نائية جداً. أما في لبنان، فينتمي معظم الأطفال غير المسجلين إلى أسر اللاجئين السوريين نظراً لتوقف برامج تسجيل الولادات عن العمل في العديد من أماكن اللجوء غير الرسمية؛ وهذه مسألة ملحة تحتاج إلى المعالجة على وجه السرعة.

س. كيف تعمّقت "جونسون للأطفال" في بحث مسألة المواليد غير المسجلين؟

سافر فريق "جونسون للأطفال" إلى إثيوبيا ولبنان في أغسطس 2018 لمقابلة العائلات والأطفال المتأثرين بمشكلة عدم تسجيل المواليد الجدد، والاستماع إلى قصصهم بشكل مباشر.

وقد تحدث إلينا الأهالي عن معاناتهم بهذا الخصوص، وشرحوا لنا مدى افتقارهم إلى الأدوات والموارد الأساسية اللازمة لحل هذه المشكلة. كما أعربوا عن مخاوفهم من تعرض أبنائهم للعديد من المخاطر مثل عمالة الأطفال، أو الاتجار بهم، أو حتى توقيفهم بشكل غير قانوني في ضوء عدم امتلاك الأوراق الرسمية التي تثبت هوياتهم وأعمارهم الحقيقية. وقد أكدت جميع هذه الرؤى مدى أهمية العمل الذي نقوم به لمعالجة المشكلة، وسلطت الضوء على أسبابها الجذرية في كل بلد.

س. كيف ستؤثر حملة "البداية الواعدة" بشكل إيجابي على حياة الأطفال في المنطقة؟

بكل بساطة، من خلال منح الأطفال حقوقهم الأساسية المستحقة في الحياة، وضمان مستقبل حافل بالفرص لهم؛ فمن شأن زيادة عمليات التسجيل أن تساعد الأطفال في الحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم والحماية القانونية.

ومن الناحية العملية، ستركز برامجنا - التي ننظمها على مدى 3 سنوات بالتعاون مع مؤسسة Save the Children في لبنان وإثيوبيا - على تثقيف موظفي المؤسسات الحكومية المعنية لتمكينهم من توعية العائلات بآليات الحصول على شهادات الميلاد، وبالتالي زيادة أعداد الأطفال المسجلين. وسنقوم أيضاً بتقديم الدعم الاستشاري للعائلات المتأثرة، وحتى مساعدتهم في عملية تسجيل أبنائهم إذا لزم الأمر.

س. لماذا اخترتم مؤسسة Save the Children كشريك لكم في هذه الحملة؟

إن الشراكة في مبادرات كهذه تعتبر أمر ضرورياً لنجاحها نظراً لإمكانية الاستفادة من الرؤى والموارد والخبرات المتنوعة التي يمكن أن يقدمها الشريك المناسب. وكانت Save the Children الخيار الأنسب لنا في هذه المبادرة، وقد ارتكزنا في ذلك على شراكتنا المتميزة معهم لأكثر من 20 عاماً تشاطرنا خلالها نفس الرؤية في إيجاد عالم يحظى فيه الأطفال بفرص متساوية لعيش حياة صحية كريمة. وقد عملنا سوياً في جميع أنحاء العالم للارتقاء بحياة الأطفال، ولهذا السبب اعتبرناهم الشريك الأنسب لنا في هذه المبادرة.

س. ما هي الخطة المستقبلية لحملة "البداية الواعدة"؟

إن تحديات وتبعات عدم توثيق ولادة الأطفال تتخطى الحدود الجغرافية للدول. وحالما نحقق أهدافنا في إثيوبيا ولبنان، سنبحث فرص توسيع نطاق هذه المبادرة إلى أماكن أخرى لضمان حصول المزيد من الأطفال على الرعاية اللازمة. ونركز اهتمامنا في الوقت الحالي على سد فجوة تسجيل الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال برامجنا الممتدة لثلاث سنوات. وكجزء من هذه المبادرة، سنتبرع بما قيمته مليون دولار أمريكي من منتجات العناية بالأطفال للعائلات المحتاجة في المنطقة لضمان الحفاظ على سلامة وصحة بشرة المواليد الجدد، وهذا ما نبرع فيه بطبيعة الحال.