افهمي طفلك واكتشفي حالته المزاجية

يكتنف عالم الأطفال بعض من الغموض والغرابة، حيث ستجدينهم يلهون ويضحكون بمرح وبهجة في وقت ما، ويبكون بشكل هستيري بعد ذلك بقليل. ولذا فقد تشعرين بالتعب والارتباك، اطمئني لذلك عزيزي ولا تقلقي فأنتي لست وحيدة بذلك.

فطفلك حديث الولادة يحاول فهم عالمه والتكييف مع محيطه الجديد، وذلك بما قد تستطيعين تسميته بطريقة شعوره وحالاته المزاجية. وإذا استطعتي أن تري ذلك كمحاولته في التحدث إليكي عبر استخدام طريقة تواصل غير لفظية، فإنك ستدركين تغيرات مزاجه وتلبية حاجاته بشكل أفضل.

يمكن تقسيم الحالات المزاجية لطفلك إلى أربعة أنواع رئيسية وهي:

النعاس

عندما يشعر طفلك أو طفلتك بالنعاس، فإنهم سيقومون بفتح وإغلاق عيونهم باستمرار، ويبدون عدم اهتمام باللعب. وقد يتغير تنفس طفلك ويجد صعوبة في إبقاء رأسه عالياً. ويصبح بعض الأطفال عصبيون عندما يشعرون بالنعاس. عندما ترين طفلك بهذه الحالة فقد حان الوقت للحصول على قيلولة ليستيقظ من جديد مرتاحاً ونشيطاً للهو واللعب.

اليقظة والاستعداد

عندما يبدو صغيرك مسترخياً وسعيداً فهو بحالة من الاستعداد التام. ما يعني أنه جاهز للتفاعل والمشاركة واكتشاف بيئته وما حوله. ويبدأ بالتحديق والنظر إليكي وملاحقة صوتك، وحتى التفاعل معك إذا كان عمره مناسب لذلك. وفي هذه الحالة تستطيعين الاسترخاء والراحة، لكن ابقي عينك على طفلك، فقد يشعر بالتعب بسهولة أو يحتاج لأخذ قسط من الراحة بوقت أسرع مما قد تتصورين.
 

الانزعاج والعصبية

يشعر الأطفال بالنرفزة لأسباب عديدة. حيث سترين طفلك منزعجاً ومتضايقاً وغير سعيد بأي شيء. قد يكون السبب في بعض الأحيان لشعوره بالتعب من اللعب، ورغم ذلك فهو لا يريد التوقف عن اللهو. وفي بعض الأوقات قد يكون جائعاً أو يعاني من اضطرابات بالبطن. عليكي سيدتي اكتشاف سبب نرفزته وقلة راحته، وحل المشكلة لتعود السعادة والابتسامة على وجهه الملائكي.

البكاء

يعد البكاء أحد طرق تعبير الطفل عن شعوره بالانزعاج. قد يكون جائعاً جداً أو غير مرتاح وهذه طريقته ليجذب اهتمامك وانتباهك بسرعة. وهنا حاولي تهدئة طفلك وتلبية حاجته المطلوبة. وقد يكون بحاجة للطعام أو لتغيير الحفاض. كما يساعدك هز الطفل وحمله إذا لم يكن سبب عدم راحته واضحاً على الفور.

كل طفل مميز ومختلف عن غيره، وبالطبع فإن المسألة مجرد وقت لا أكثر حتى تكتشفي وتعرفي ما يحاول طفلك قوله لك. وتأكدي أن لا أحد يفهم الطفل أكثر من الأم الحنون، أو حتى علاقتكما الوثيقة والتي ستكتشفين عما قريب أنها أثمن ما تملكين وستغزو قلبك بحب ودفء العالم أجمع.