براز الرّضيع - لونه وقوامه وما يعنيه

يشكّل لون براز الرّضيع أحد المؤشّرات للتّعرّف إلى صحّة هذا الأخير. ونظرًا لتنوّع طعام الطّفل، سيتنوّع شكل برازه من حيث اللّون والقوام، بخاصّة طوال العام الأوّل من عمره. ومن المهمّ جدًّا فهم كيف يبدو البراز الطّبيعيّ ومتى يجب استشارة طبيب الأطفال.

ماذا يقول إذًا لون براز الطّفل وقوامه عن صحّة هذا الأخير؟

ألوان براز الطّفل المختلفة²:

1. براز الرّضيع ذو اللّون الأسود

من المرجّح أن يكون البراز الأوّل لحديثي الولادة أسود اللّون وشبيهًا بالقطران. فإنّ المخاط وخلايا الجلد والسّائل الأمنيوسي كلّها مواد موجودة في العقي. لذلك يجب أن يكون اللّون الأسود طاغيًا على براز الرّضيع لبضعة أيّام فقط.

2. براز الرّضيع ذو اللّون الأصفر

البراز الأصفر الخردليّ: قد يتحوّل لون براز حديثي الولادة إلى أصفر خردليّ بعد مرور العقي. من المرجّح أن يتغوّط الأطفال الّذين يرضعون من الثّدي هذا البراز الملوّن.
البراز الأصفر الفاتح: إنّ لون البراز الأصفر الفاتح شائع وسط الأطفال حديثي الولادة الّذين يرضعون رضاعةً طبيعيّةً. ومع ذلك، قد ينتج هذا البراز السّائل والمتكرّر وأصفر اللّون وسط الرّضّع عن الإسهال الّذي قد يؤدّي إلى جفاف الرّضيع إذا تفاقم.

3. براز الرّضيع ذو اللّون البرتقاليّ

تسبّب الأصباغ الّتي يمتصّها جهاز الطّفل الهضميّ برازًا برتقاليّ اللّون. فإنّ جميع الأطفال الّذين يرضعون من الثّدي أو الّذين يرضعون حليبًا اصطناعيًّا معرّضون لتغوّط براز برتقاليّ اللّون.

4. براز الرّضيع ذو اللّون الأحمر

قد يتحوّل لون براز الطّفل إلى اللّون الأحمر نتيجة لتناول الوجبات والمشروبات ذات اللّون الأحمر الدّاكن كعصير الطّماطم أو البنجر (الشّمندر) أو حتّى الهلام. قد يشير الدّمّ في حركة أمعاء الطّفل إلى وجود التهاب معويّ إلى جانب أمور أخرى والّتي تشمل حساسيّة الحليب أو الشّقّ الشّرجيّ. عندما يتحوّل لون براز الرّضيع إلى اللّون الأحمر، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال.

5. براز الرّضيع ذو اللّون الأخضر

البراز المخضرّ: قد يكون براز الأطفال الّذين يرضعون حليبًا اصطناعيًّا مزيجًا من اللّونين البنّيّ المخضرّ والأصفر. كما أنّ تغوّطهم أصعب من الّذين يرضعون حليبًا من الثّدي.
البراز الأخضر الدّاكن: يعتبر البراز ذو اللّون الأخضر الدّاكن نموذجيًّا بخاصّة عند الأطفال الّذين يبدأون بتناول الأطعمة الخضراء الصّلبة كالسّبانخ والبازلاء. قد يتحوّل لون براز الرّضيع إلى اللّون الأخضر نتيجة تناول مكمّلات الحديد أيضًا.

6. براز الرّضيع ذو اللّون الأبيض أو اللّون الرّماديّ

يمكن أن يشير البراز الأبيض أو الرّماديّ اللّون إلى أنّ كبد الطّفل لا ينتج ما يكفي من الصّفراء للمساعدة على الهضم بشكل مناسب. يجب استشارة طبيب الأطفال في حال تغوّط الرّضيع البراز الأبيض أو الرّماديّ اللّون في أيّ مرحلة.

قوام البراز المختلفة²:

فيما يلي عرض توضيحيّ آخر لقوام البراز المختلفة⁴:

1. براز حديثي الولادة 

من الطّبيعيّ أن يكون براز حديثي الولادة سميك وأشبه بالقطران، وسيتغيّر لونه وقوامه خلال الأيّام القليلة الأولى. إذا لم يتحوّل براز الطّفل إلى أن يصبح أكثر سلاسة وأصفر اللّون في غضون أيّام قليلة من الولادة، فيجب استشارة طبيب الأطفال. قد يشير ذلك إلى أنّ الرّضيع لا يحصل على ما يكفي من الحليب.

2. براز الرّضيع الّذي يرضع من الثّدي 

يكون براز الأطفال الّذين يرضعون رضاعةً طبيعيّةً أكثر سلاسة وقد يحتوي على جزيئات شبيهة بالبذور. هذا لا يعني بالضّرورة أنّ الطّفل يعاني من الإسهال. ونظرًا إلى أنّ حليب الثّدي يتمّ إنتاجه بسرعة أكبر، فقد تكثر حركة الأمعاء لدى الرّضّع. 

3. براز الرّضيع الّذي يتغذّى من الحليب الاصطناعيّ 

يكون براز الأطفال الّذين يرضعون حليبًا اصطناعيًّا صلب القوام ويتحوّل لونه إلى البنّيّ، مع ظهور اللّونين الأخضر والأصفر في بعض الأحيان. إذا كان الطّفل يعاني من الإجهاد أثناء الهضم ويتغوّط برازًا صلب القوام أحيانًا، فقد يكون يعاني من الإمساك.

4. براز الرّضيع في مرحلة الفطام 

تبدأ مرحلة الفطام عندما تنتقل الأمّ من الرّضاعة الطّبيعيّة بشكل أساسيّ إلى إطعام الرّضيع سوائل إضافيّة وأطعمة صلبة. قد يصبح براز الرّضيع أكثر سمكًا خلال هذه المرحلة، وقد ينتج رائحة أقوى.

5. إدخال الأطعمة الصّلبة في غذاء الرّضيع 

عند البدء بإدخال وجبات من الأطعمة الصّلبة في نظام الطّفل الغذائيّ، سيبدأ برازه بالتّكتّل ليشبه براز البالغين.

6. الإسهال

يُعرَّف الإسهال بأنّه براز مائيّ سائب يتكرّر عند كلّ وجبة يتناولها الرّضيع. ويعتبر الإسهال مصدر قلق لأنّه قد يؤدّي إلى جفاف الرّضيع. 

7. براز الرّضيع مع مخاط 

سواء كان ذلك مخاطًا أو برازًا مزبدًا، فهذه علامة على وجود مشكلة ما. عندما يسيل لعاب الطّفل جرّاء التّسنين ويبتلعه، فقد يتمتّع بقوام مخاطيّ أو رغويّ. إذا كان براز الرّضيع يتمتّع بهذا القوام، من دون أن يسيل لعابه، فقد ينتج ذلك عن عدوى تتطلّب عناية طبّيّة.

يمكن لاتّباع روتين صحّيّ سليم والاستحمام المنتظم أن يساعد على الحفاظ على صحّة الطّفل وصحّة جهازه الهضميّ، إلى جانب الحفاظ على حركة أمعائه الطّبيعيّة. يعدّ الاهتمام بالنّظافة أمرًا ضروريًّا، بخاصّة عندما يتعلّق الأمر بنظافة يدي الطّفل، حيث يميل هؤلاء إلى وضع أيديهم في أفواههم، ولمس كلّ ما يمكنهم الإمساك به، والّذي قد يكون ملوّثًا بأنواع مختلفة من البكتيريا والجراثيم. كما يساعد مسح يدي الطّفل بالمناديل المبلّلة أو غسلها بغسول الجسم الخاصّ بالأطفال بشكل متكرّر على منع ابتلاع الطّفل الجراثيم الّتي قد تؤثّر في صحّته وجهازه الهضميّ.

في الختام، ولأسباب متنوّعة، يتغيّر لون براز الأطفال حديثي الولادة وقوامه. قد يتأثّر لون البراز العامّ وقوامه أيضًا بالتّغذية والعمر. كقاعدة عامّة، يقترح الخبراء في مجال رعاية الأطفال حديثي الولادة القاعدة الإرشاديّة الآتية لمساعدة الأمّهات ومقدّمي الرّعاية على تمييز الرّضّع الّذين يتغوّطون بالطّريقة السّليمة من أولئك حديثي الولادة الّذين يتغوّطون خارج حدود المقبول. في أيّ وقت يصبح براز حديثي الولادة أكثر غزارة أو يتفاقم بشكل تدريجيّ، فيكون قد حان الوقت لطلب استشارة طبيّة⁵.

References:

• https://health.clevelandclinic.org/the-color-of-baby-poop-and-what-it-me...
• https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/infant-and-toddler-health/e....
• https://www.seattlechildrens.org/conditions/a-z/stools-unusual-color/
• https://www.healthline.com/health/parenting/baby-poop-color
• https://www.healthychildren.org/English/ages-stages/baby/Pages/Pooping-B...